أحد




لا أحد سواك


و الحزن الساكن في عينيك ْ
- أزليٌّ هذا الحزن الساكن في عينيك ْ -


مملوءٌ أنت كما الفقاعة بالأحزان ْ

واجهة الحانة تشرب وجهك ...
تبصقه ُ

نصفٌ في منطقة اللون ِ
و نصفٌ في منطقة الظل بلا ألوان ْ
[ فيروز تفتش عن شادي ]

و النادل يغلق باب الحانة من خلفك

يرمي أشياء ً لم تأخذها
حين رماك لكي يغلق

تسأله بعض لفافات ٍ

فيذوب بعيداً لا يلتفت إليك ْ

فتعود إليك بغير دخان ْ

تصنع أوطانًا من علب التبغ الخاوية

و أعواد الكبريت ْ

تتركها للأشباح بيوت ْ

و تظل هناك بلا أوطان ْ

تتعاطى كأسًا تلو الآخرْ

و تزيد أمامك كأسًا آخر ْ
فلعلّ هنالك من أحد ٍ ينضم إليك ْ
لا أحد سواك


موحودٌ أنت بباب الحانة ْ

ثمة مصباح ٌمخمور ٌ
و الشارع أنبوبٌ أسود

يمتد كقامتها في الليل

-ما أحلى قامتها في الليلْ-
حين تخبئ نصف مدينتنا في الصوت

و تدس الباقي في أدراج الصمت ِأمانة

موحودُ أنت بباب الحانة

فلتعلن ضعفك ْ
هزمتك البنت اللامعقولة ُ
و احتجبت

فمضيت تفتش عن أخرى
تصنعها بالترميز
تصنعها بالتصريح
تصنعها حجرا
تنشئها في هيئة طير ٍ
تنفخ فيها لا تصبح طيرا
فتروح تفتش عن أخرى
حظك في الجورنال عقيم ٌ لا يحمل شيئًا
فنجال القهوة لا يحمل شيئًا
الولد الأسود لا يحتضن البنت السودا
و كروت اللعبة لا تحمل شيئًا
ترحالك ...
خوفك ...

صمتك ...
موتك ...

لا يحمل شيئًا

و هروبك منك يعود إليك

لا عاصمَ من عينيها اليوم

فلتعلن ضعفك ْ

مازلتَ هنالك عند الحانة

تلبس خوفك

تقتات بخوف الحكـّائين َ

و خوف المنسيين َ

و خوف المهزومين /

المصلوبين برمشيها

مخمور ٌ أنت و لاتدري

أسكرك الخمر أم الذكرى أم شئ ٌ كان بعينيها

- اللهم احفظ عينيها -
تسألك فتاة ٌ لا تعرفها

ثمَّ سؤالا ً لم تسمعه

تشير إليها ثم تشير إلى أذنيك

هل لعب الخمر برأسك ...

أم وقر ٌ هذا في أذنيكْ ؟؟!! -
تندس البنت بغير كلام ٍ في رئتيك

تسألك دخانًا

... تهملها
تسألك دخانًا

... تهملها

تنساب رحيقاً فوق شفاك ْ
تتفتح وردا ً بين يديك ْ
وتضئ أناملها - من أجلك - تبغًا
و تقاسمك الخدر الساكن في عينيها
تعتذر إليها

و تسير وحيدًا

مغسولًا بالعرق البارد
ملفوفا ً بالأرصفة
تعدُّ الشجر الذابل
تتململ من عاصفة ٍ كنست رمل الشارع
تلعق ضوء الفاترينات ْ
شباك الغرفة لن يخبرها نبأ مجيئك مذبوحا-

من زمن ٍ تأتي مذبوحا -
جارتها العارفة /
الساهرة /

الناظرة إليك من النافذة المفتوحة ْ

تمتص بأسف ٍ شفتيها و تشير إليك بلا كلمات ْ

- من زمن ٍ و هي تشير إليك بلا كلمات ْ-
فلتعلن ضعفك ْ
العمر يسيل على كفيك ْ

و وحيد ٌ أنت على المسرح

أنت المقتول .. القاتل

و المظلوم .. الظالم

و المصلوب .. الصلب .. الصالب

أنت المخرج و الديكور

و أنت النص و أنت الفاعل و المفعول

و أنت و حيـــــــــــــــد ٌ
فتعقـَّل ْ

تَخرجُ من إظلام يمينك

تمشي نحو الجهة الأخرى

تسقط بقعة ضوء ٍ حولك
تتمهل ْ
- أشتاق إليك بلا سبب ٍ

[ الصف الأول يضحك ْ ]
تخرج سكينًا من طيات قميصك
تكملْ

ْ- و أثور لأجلك رغم البعد بلا سبب ٍ
[ الثاني يضحك ْ ]

تغرس سكينك عند القلب

و توغلُ ...

توغل ْ
- و أموت و أحيى حين أراك بلا سبب ٍ

[ الثالث يضحك ْ ]
تبكي...
يختلط نحيبك بدمائك ْ

بالليل النائم في أعصابك

ْتكمل
و بآخر نفس ٍ في رئتيك

- بلا سبب ٍ

- بلا سبب ٍ
بلا ...

[ الرابع يضحك ْ

الخامس يضحك ْ

السادس يضحك ْ

الآخر يضحك ْ ]

ما عاد هنالك يا هذا من يبكي لك

فلتعلن ضعفك ْ

فلتعلن ضعفك ْ

فلتعلن ضعفك ْ

2 comments:

Anonymous said...

الرائع محمد مصطفى
كلماتي تعجز عن التعبير
لاتدري ماذا يمثل لي هذا النص في حياتي
شرُفت سابقا بأن عالجت هذا النص دراميا لكن لسوء حظي لم يتم التنفيذ
طبعا كان هذا بعد ان فاتحك احد المعارف وحصل على موافقتك

اتمنى ان اتشرف بالتعامل معك شخصيا
تحياتي لك ولاحساسك الذي لا يوصف
www.7enetwg3.blogspot.com

محمد مصطفى said...

بل تعجز كلماتي عن التعبير عن مدى سعادتي بكلماتك تلك
يشرفني طبعا التعرف عليك جدا
و أشكرك على رابط المدونة
تحياتي