لم يكن


ها أنت تنظره ُ
الشك يأكل مثل الطير من رأسك ْو الخوف يأكله ُ
الحزن يصبغ من عينيك أسودها بيأسك ْ
و الحزن يصبغه ُ
ضدان متحدان فيك َ
شك ٌ أنت ...
أم ترى أمل ُ ؟؟؟

راهنتني سأراك
لكن لم أرَك ْ
القادمون من الضباب تملقوا البئر َ
استكانت أعين الخيل ارتقابا ً للشراب ِ
و تابعت عبث الصهيل ِ
تفرقوا
إذ لم يكن بالبئر ماء ٌ
لم يكن للناس أذن ْ
و لذا توارت صيحتي
و بَنَتْ لوحدتها سكن ْ
حاولت جرح الصمت ِ
آلمني الكلام ُ
فعدت مصفر اليدين ْمن للوحيد بسجنه و لمن يئن ْ
و الخوف صعب ٌ مثل حضنك حين تبسطه لغيري
كم دعوتُ الذئب لكن لم يَمِن ْ

النسوة اللاتي قطـَّعن أيديهن َ
في حكايا الفقد ْ
فقـَّأن أعينهن عامدات ٍ
لم يشفع قميص ٌ قـُد ْ

لا الريحُ شاءت أن تسيرني إليك بشارة ً
أو ثمَّ جدب ٌ حان ْ
سبع ٌ سمان ٌ تلتقي سبعا ً سمان ْ
أنـَّى أعود إليك ْ
لا أنت سيرت القوافل تقتفي أثرا ً لشك ٍ لم يمت بالقلب ِ
أو صدقت موتي دون شك ْ
شئ ٌ من الحزن الكظيم ِ
و عُدْتَ مرفو َّ الجنان ْ
فلما تُراها ابيضت العينان ْ

جرح سكوتك أم فرح ٌ نشأ ْ؟؟ !!
أبصر به أملا ً
كي تستعيد إذا تشاء من لم يشأ ْ

لو كان فقدي في رؤاكَ علامة ً
ماكنت أحزن ُ
أو أحس بأن سطرا ً من حكايتنا فـُقِد ْ
لما تزل فيروز تجلدني :
- سنرجع ؟؟؟
و الطريق يُجيب عني لم نَعد ْ
العمر يثقبني كقرش ٍ
ماحيا ً أملي بأشياء ٍ تفوق توقعي
أُدلي الجرار لينعموا و القلب يأكله الزبد ْ
حسك ٌ على حسك ٍ
و ما بالقلب واحدة ٌ تشاركني
اكتشاف غياهب المترو /
شوارع لم تطالعنا /
احتراف هروبنا إن لازم الأهل البيوت /
غيابنا و الدرب يُقرئنا الحضور /
حضورنا بمعاطف ٍ من فقد ْ
هل سوف تذكرني الأماكن إن أعُد ْ
ما شكل شارعنا القديم ِ/
شحوبه ِ/
أسنانه الأسمنت ِ/
هل مازال حيا ً أم كمانا لم يعد ْ
فيما اندهاش من برود ملامحي
و توتر الحضن المزين بالدموع
إذا تفتح لي فصُد ْ
جرحي بجرحك إن قبلت ُ تساويا ً
عيناك ترتجل الدموع
و لم أُجِد غير الدموع ِ
تصب رملا ً فوق رأسك
لم أَجد إلا رمالا ً فوق رأسي
تنتقي الدعوات عل َّ الله يرجعني
و مثلك
أنتقي الدعوات علـَّي أنتصر ْ
أعمى و قلبي لم يعد يرجو النظر ْ
وفِّر بكاءك سيدي

أنا لن أعودْ !!!

No comments: