تطهر

1
وجدتهم
يتداولون بينهم دمي
و يحتسونه بصبحهم فطور ْ
أخرجت سكيني بلحظة ٍ كبرياء ٍ
- لن تعود إلي َّ ثانية ً –
لأقطع ساعدي
و أدسه بالقرب من لساني َ المبتور ْ
و أنا أفكر
كيف سوف تجيئني شجاعتي
بوجبة السحورْ
لأقدم الرأس َ
2
أخبرتهم أن انبلاج الصبح أقرب من يدي
فتعجبوا ...
و تفكـًَّـروا في لفظ صبح ٍ ثم غابوا
أخبرتهم أن العصافير الملون ريشها
لم تؤذنا حتى نحاربها
و فزَّاعاتنا لم تكفنا شرا ً أتى
فتعجبوا ...
و تفكـَّروا في لفظ لون ٍ ثم غابوا
أخبرتهم أن البحيرة لا تناسبنا شرابا ً
فالتماسيح ارتقاب ٌ
و انسياب الماء محض مكيدة ٍ
فتعجبوا ...
و تساءلوا :-
من أين تعرف ؟!!

قلت ُ:
- من عيني أرى
فتحسسوا حفرا ً بحجم عيونهم و مكانها
فبُهـِت ُّ
3
صمت المشانق يلهم الجمع ارتقابا ً مصمتا ً
و دخولك المحني يلهمهم حراك ْ
ها أنت تمضي بينهم
] لا شئ أصعب من مضيـِّك بينهم [
نعست تفاصيل المكان على يديك
عدا الترقب و ارتعاش الجند من أثر اقتيادك
قد يزيد الأمر سوءا ً

حينما كل الذين عرفتهم يرمون خطوك
بالهتاف و بالأذى
تخطو صعودا ً كي يراك الجمع
تدميك الفكاهة
عشت َ عمرا ً منكرا ً
و الآن تعلو فوقهم
] يـُعليك موتك أم تسفههم رؤاك ْ [
- هذي المشانق فانتخب
- ما أسخف الموت المخير َ
حيث لا تـُرجى حياه ْ
العارفونك ليس يشفع دمعهم
أو يغفر الفرح المقافز بالشفاه ْ

بالجمع إخوتك المهدد نابهم /
تلك التي أسميتها أمي /
فتاة ٌ لا تراك َ برغم ضوء بالجبين /
الجالسات على المصاطب يقتسمن اللمز َ /
بنت ٌ دون عينيها تراك ْ

تتداخل الأشياء في عينيك شيئا ً
بينما الأبواق تنسج من زحام الشكل شكلا ممكنا ًً

عند المشانق تمَّحي حمى الحراك ْ
تنهي ارتباكك
- لن أكون لهم
تختار أقربهن تسلمها اشتهاك ْ

No comments: