هو

قال اضحك
و توارى في عينيه
إذ هو دونهما لا يملك ملتجأ ً مِنه ْ
مازال سعيدًا
رغم غياب البنت
يقول غياب فتاة لا يحزن ُ
هو ذا
ملآن ٌ بالأوجاع و بالفوضى
الوقت محطات للدهشة
تغريه وصولا ً دون وصول ٍالقلب ككرسي ٍّ منسي ٍّ
- رغم زحام الناس وقوفًا-
لا يلمس أحد ٌ كفيهِ
ولا تملس أحدًا كفاه ْ
البنت بعيد ٌ مرآها
ترسف في فرح ٍ هو صانعه ُ
و هْو خريفي ٌ للغايةِ
يتفتت شوقا ً
- كي تأكله بلا مضغ ٍ-
يتشئ كيف تريد
- لكي يعجبها -
مقهى ً
- عسى تلتجئ إليه بيوم ٍ مطر ٍ-
كرسيا ً
- عسى يغنيها الحاجة أن ينهض أحد ٌ كي تجلس -
طاولة ً تجمعها بسواه ْ
يبتسم بحجم الوجع تماما ً
و هْو يقدم ما طلبوا
فإذا يسَّاقط زيف البسمة
يبحث في داخله قليلا ً
عن أحزان ٍ لم تسكنه ْ
قال اضحك
و استند على قمر ٍ منسي ٍّو انساب غناء ًيشدو
- رغم شروخ ٍفي الحنجرة -
و يشدو
" يالجمال الصوت "
يجامله القمر المنسي ّ
و يشدو
فيأوِّب معه ضجيج الحانة ِ/
نزلاء السجن ِ/
كلاب الحارة ِ
يشدو
فإذا راح الصوت يغني صمتا
ًإن الصبح الشهم سيأتي
حين يُقدَّر ْ
هل تملك أشجار التين - مهما سمقت - غير التين ؟
هل يمتلك البحر الواسع غير الماء ؟
و هل يمتلك الصابر إلا أن يتصبرْ ؟!!
قال اضحك
و انفجر بضحك ٍ من دم ْ
و لمن لا يعلم هو لا يضحك عن فرح ٍ
إذا هو لا يملك فم ْ
مذ قايضه كي يمتلك الفرس صهيلًا في آخر عمر ٍ
لم يتعبه الخرس كثيرا ً
أتعبه ُ- إذ لابد و أن يتعب َ-
أن الصمت غدا جبريًا
ساءلني حلًا
لم أُفلح ْ
حاول َ ...
حاول َ
لمَّا أيقن كم هو صعب ٌ
غاب بخفين من الهم ْيبدو أن الحزن تملك منه تمامًا
إذ ...
رغم عبوسي /
رغم رجوع البنت /
و رغم مجئ الصبح الشهم ْ
مازال بعيدًا
مازلت وحيدًا في زحمي
فوداعًا يا من كـُنتك يوم